عند الإقبال على أي خطوة جديدة أو مصيرية في الحياة، من الطبيعي أن ينتاب الإنسان الكثير من القلق ونوبات التوتر التي تؤدي إلى بعض الاكتئاب والرغبة في العزلة لبعض الوقت.الاكتئاب الذي يصيب المقبلين على الزواج قبل زفافهم ليس نوعًا متقدمًا أو معقدًا من الاكتئاب، ولا يحتاج شهوراً أو سنيناً للعلاج، بل هو يمثل فقط نوعاً من التوتر أو الإجهاد الذهني والنفسي الذي يصيب الزوجين في الأشهر القليلة التي تسبق يوم زفافهما؛ مما يصيبهما أو يصيب أحدهما بحالة من الاكتئاب أو الحزن الشديد.لحسن الحظ، يعد هذا التوتر الذي يسبق الزفاف توتراً إيجابياً؛ فالتوتر الإيجابي هو ذاك الشعور الذي يصيب الشخص عندما يخطط لخطوة كبيرة كالزواج؛ حيث يغمرك الشعور بالسعادة والخوف والتوتر في آن واحد.يميل هرمون الكورتيزول في هذه المرحلة إلى ارتفاع نسبته في الدم؛ مسبباً الحزن الذي تشعر به بالإضافة إلى أعراض شبيهة بحالة الاكتئاب.
من أشهر الأعراض شيوعاً لاكتئاب ما قبل الزواج أو "توتر ما قبل الزواج" ما يأتي:
لا يجب أن تأخذ نوبة القلق هذه أكثر من حدها، لأنها ربما تدفعك إلى التشكيك في نفسك وفي قرار زواجك وفي الشخص الذي قبلته شريكاً لك، لذا عليك أن تتأكد أن هذا الشعور طبيعي جداً ويصيب كل فتاة وشاب مقبلين على الزواج (طالما تحققت من ملائمة الشخص لك أولًا). كل ما عليك فعله هو وضع يديك على النقاط التي تشغل ذهنك حقاً ومحاولة معالجتها، وغالباً ما تتلخص مخاوف المقبلين على الزواج في النقاط التالية:
الحقيقة أن معظم هذه المخاوف تحتاج إلى بعض التوعية لحلها ومن ثم التخلص من بعض الحمل الذهني والنفسي الذي يعاني منه كل مقبل على الزواج، فمن المهم بالنسبة للعروس (وكذلك زوج المستقبل) أن يحضرا الدورات التدريبية المناسبة ليعلمان واجباتهما وحقوقهما، كما يجب عليهما أن يناقشا مخاوفهما سوياً وطموحاتهما وأهدافهما المستقبلية، ما من شأنه أن يخفف كثيراً على المقبلين على الزواج.
من أهم الأمور التي يجب عليك القيام بها هي أن مشاركة الطرف الآخر أو الوالدين أو أعزّ الأصدقاء مشاعرك وتخوفاتك، عبر عنها بدلاً من كبتها لتجنّب عواقب الغضب والتهوّر، واجلس مع شريكك وعبرا معاً بصدق عن المشاعر التي تخالجكما.
من المهم أيضاً الاحتفاظ بمفكرة خلال الأشهر التي تسبق يوم الزفاف، فهي تسمح لك بتذكّر الأشياء التى عليك القيام بها من خلال تدوينها، لا تحاول حفظ هذه الأمور غيباً، لأنه إذا صدف ونسيت شيئاً سوف يزداد توترك سوءاً.
حاول قضاء بعض الوقت بمفردك، والجأ إلى التأمل أو الصلاة؛ فهذا يحضرّك عاطفياً وروحياً للانتقال إلى حياتك الجديدة.
فالزواج هو الانتقال من حياة فردية إلى أخرى مشتركة، وبالتالي فأنت حتماً سوف تفقد حياتك الحالية ومحيطك الذي لطالما اعتدت عليه (ولو جزئياً)، لذلك من الطبيعي أن تمرّ بفترة من "الحداد" قبل أن تعتاد على الفكرة وتتأقلم مع الظروف الراهنة، ففقدان المرء لجزء من حريته ليس بالأمر السهل!