الصحة العاطفية

( الصحة العاطفية ) 


 

سنتعرف في هذا المقال على اربعة علامات رئيسية للصحة العاطفية 

لكن اولاً كيف نقيم مدى صحتنا العاطفية ؟هنالك طريقة تنص على طرح اسئلة ذاتية عميقة و التفكر مطولاً فيها لتقييم مدى سوء التأثير و الدمار الذي خلفته سنوات طفولتنا فينا ، و بناءً على الاجابات سنكتشف ماهي الجروح التي تحتاج لعلاج و اين يمكن ان نوجه عنايتنا 

  (حب الذات) 

هي علامة الجودة التي تحدد الى اي مدى نحن اصدقاء مع انفسنا بحيث نكون دوماً في صف ذواتنا

فلنطرح على انفسنا هذة الاسئلة

عندما نلتقي بغريب يعاني من ظروف لا نعلمها مامدى سرعة شعورنا بالشفقة و الى اي مدى نكون متأكدين من حقيقة ذاتنا من نحن و مانملك ؟ عندما يقوم شخص بإحباطنا و اهانتنا هل نتغاضى عن الامر و نتفهم الخبث المختبىء تحت الهجوم ؟ ام نرحل  محبطين محطمين- مطابقين لحكم اعدائنا الجائر علينا ، و في العلاقات هل لدينا مخزونُ كافي من حب الذات حتى نستمد منه القدره على ترك علاقة سامة؟ ام نحن متقوقعين على انفسنا و نظن ان الالم هو فقط مانستحق؟ و على صعيد اخر ما مدى صدقنا في الاعتذار لأحبائنا عن خطأ قد نكون ارتكبناه ؟ هل نجرؤ على الاقرار و الاعتراف بالاخطاء تحديداً تلك الاخطاء التي تكشف لنا مدى تفاهتنا ؟ ماهي درجة الشدة المطلوبة مع الذات حتى نكون صالحين ؟و في الوظيفة هل نشعر فيها بقيمتنا و اهمية مانضيفه للعمل ؟هل بإستطاعتنا طلب مكافئة نستحقها و في المقابل نتوقع الحصول عليها ؟ هل يمكننا مقاومة الحاجة لأرضاء الجميع؟ هل نعي حقنا المكفول في الرفض ؟ 

  ( عدم التحيز )

عدم التحيز يحدد مدى قبول العقل للافكار المقلقة و الحقائق المثيرة للشكوك و القدرة على استكشاف جوانبها دون الحاجة لإنكار اي منها ، هل يمكننا تقبل و مواجهة حقيقة انفسنا- خصوصاً عندما تكون الحقيقة صادمة ؟هل يمكن ان نستكشف عقولنا و نغوص الى اعماقها و نتبصر ضلامها دون ان نضيع؟ هل يلزمنا التأكد بأن لا خطب يشوب عقولنا ؟ هل يمكن ان نعترف بالحزن و الارتباك و الحسد و الجهل؟ هل نحن مستعدين للتعلم من الاخرين ؟ هل نشعر بالتهديد من نقد صفة ما فينا و نتخذه على انه هجوم ساحق يستهدف ذواتنا؟ هل نحن مستعدين لتعلم الدروس القيمة من خضم التجارب القاسية ؟

( التواصل ) 

عند الحوار هل يمكننا بكل وضوح و رزانة ان نطرح خيبات املنا كأمثلة ليتمكن الاخرين من فهم وجهة نظرنا؟ هل نكبت ألمنا و نخبئه تحت غطاء الذات المتزنة ام نعبر عنه بنوبات غضب عارمة ؟ عندما يؤلمنا الاخرون هل نشعر بأننا نمتلك الحق في التعبير الصريح عن مشاعرنا تجاههم؟ ام نعبر عنها بغلق الابواب بشدة و من ثم نأوي الى البؤس؟ و عندما لا نحصل على ردة فعل و استجابة هل نطلب منهم ان يسألونا مالخطب ما الامر الذي لم نستطع قوله؟ هل يمكن ان نعيد الحسابات و نتقبل حقيقة ان الاخرين لم يتعمدوا بخبث اساءة فهمنا ؟ هل نمتلك بوصلة داخلية توجهنا- ام تقودنا دوافع لا واعية ؟


( ثقة ) 

الى اي مدى العالم محفوف بالمخاطر ؟ هل يمكن ان نتخطى بأقل الخسائر تحدياً في  شكل رحلة بمفردنا الى بلد اجنبي، او تحدٍ في شكل ازمةٍ مالية او تحدٍ على هيئة رفض لذاتنا من قبل شخص معجبين به ؟ هل نحن قريبين من حدوث كارثة بأي وقت ؟ هل نحن مخلوقين من الصلب -ما الذي يدفعنا للمضي قدماً ؟هل معارفنا الجدد سيجرحوننا ام سيقدمون لنا الحب ؟ هل المواقف الغير مألوفة بالنسبة لنا ،تنتهي دوماً بالإنكسار ؟و في العلاقات العاطفية الى اي مدى يجب ان نتمسك- و إن رحلو هل سيعودون يوماً؟ الى اي حد  يجب ان نكون مسيطرين في العلاقة؟ هل العالم آمن و رحب بما يكفي حتى نشعر بالاطمئنان ؟ ام يجب علينا ان نقبل بمضض و جود سوء فهم و انعدام للمصداقية فيه 

لا يمكن الاجابة على هذه الاسئلة بشكل مؤكد و ذلك ليس بأمرٍ سيء و لكن المهم هو التفكر فيها بعمق بحيث يمكننا على الاقل معرفة شروخ ارواحنا و بمعرفتها سنكون اقدمنا على الخطوة الاولى نحو علاجها ،لكي ننعم بالصحة العاطفية .
 

  • مشاركة