‎فقدان الاتصال بالمشاعر الشخصيه

‎فقدان الاتصال بالمشاعر الشخصيه 


 

‎كم  هائل من المتاعب  والمشاكل في هذا

‎ العالم - خاصة اثناء العمل و العلاقات بكل انواعها- بسبب ظاهرة غريبة في أذهاننا: الميل والنزعه إلى أن نكون ،بحيث نفسرها بطريقه افضل  ،  عدم التواصل مع المشاعر 


 

‎عندما تعرفنا على هذه الفكرة لأول مرة ، يبدو غريباً ، وحتى مهينًا بعض الشيء. كيف لنا أن لا نعرف ما نشعر به ؟ 


 

‎بالطبع ، نحن ننظره نظره خارجيه للامور  مثل الكائنات

‎الموحدة: نحمل اسمًا واحدًا وكاننا نجلس في حاوية مادية/ جسديه  محكمه الاغلاق. تبدو المسافات بين أجزاء مختلفة منا ليست بهذه العظمه.  اذا كيف نستطيع ان نكون في حاله تعدد وتنوع كأن نحمل الكثير من الاسرار من انفسنا ؟ ولكن في الواقع ، هناك (على الأقل) جزءان متميزان للجانب العقلي: الشعور بالذات ومراقبه النفس. في بعض الأحيان ، الاثنان يبدوان في  محاذاة بعض تماما


 

‎ من الممكن ان يسالنا اي شخص ما 

‎نشعر به مثل الأكل والاتصال بين جوانب النفس بشكل واضح ومباشر ، حتى أننا لا نلاحظ الفارق الزمني ؛  سوف نجيب بكل بساطه،  سمك السلمون والأفوكادو. 


 

‎في نقطه أخرى ، الأمر يبدو  أكثر تعقيدًا. كأن نجلس على الأريكة في المنزل بعد عناء يوم طويل  في العمل ،  بحيث نعطي انطباع لكل من يرانا بالهدوء. ولكن فجأة يبدو أن ملاحظة بسيطة من شريكنا تثير غضب عميق بداخلنا. فنجدنا  نقف ونبدأ في الصراخ حول الظلم لعدد من الامور المتراكمه لم نكن ندركها حتى هذه اللحظه ، أدركنا أننا  شعرنا بالقوه لاخراج مابداخلنا - وسرعان ما نشعر اننا اشعلنا أزمه بين ايدينا 


 

‎لماذا يكون من الصعب للغاية  لمراقبه  النفس يالتبليغ بدقه  عن المشاعر؟ أولاً ، لأننا متأثرون بالعديد من الأفكار والخلفيات بحياتنا  حول عدم قبولنا  لمشاعر معينة. من أجل معرفة أنفسنا جيدًا ، نعتمد على مستوى الوعي الذاتي والشجاعة والصدق التي تحيط بثقافتنا . نحن محاطون بما يقدم لنا المجتمع كنوع مقبول ومعتاد عليه

.

‎لقد غرس في أذهاننا هذا التفكير منذالطفولة ، لذلك لم نلاحظ هذه المفاهيم القويه  حول ما هي الأشياء المباحه والتي لا يجوز تجربتها 


 

‎علي نحو تقليدي ، ربما كان هذا يعني أن الأولاد لم يُسمح لهم بالاعتراف برغبتهم بالبكاء أو أنه لا يُسمح للفتيات بالترفيه عن أنواع معينة من الطموحات المرغوبه خوفًا من أن يكونوا كالشبان وان لا  تكون بالمستقبل كالامرأه الناضجه. قد لا يكون لدينا مثل هذه المحظورات الساذجة بشكل واضح اليوم ولكن غيرها من المحاولات القوية من المساواة قد حلت محلها


 

‎ ربما نكون قد اخترنا مؤشرات سرية ولكنها قوية على أنه لا يمكن لأي شخص محترم (ان لا يكون محبوبا من قبل والديه على الأقل) أن يكون متحمسًا لكسب المال أو غير قادر على التعامل في العمل أو يكون منجذب إلى علاقة غرامية أو لا يزال منزعجًا على سبيل المثال من قطع علاقه منذ ثلاث سنوات. 

‎علاوة على ذلك ، على الرغم من الروح  المتحرره جنسيا في الزمن المعاصر فان حصه الاسد المشاركه لنبضاتنا الجنسيه لا تزال غير ممكنة. لا يزال هناك الكثير من المشاعر التي لا يُقصد بنا الشعور بها بحيث نلائم الفئات الأكثر رواجًا: "الفتى الطيب" أو "الفتاة الطيبه


 

عندنا تهدد المشاعر الصعبه بالبروز، عاده ما تاخذ مراقبه  النفس بشكل مخيف. بدلاً من تقديم حساب صريح للمشاعر ، من الممكن ان تخدر هذه المشاعر أو يحاول تقديم تقرير مقبول أكثر مما هو حقيقي: "أشعر بالتعب الشديد" ، بدلاً من "أشعر بأنك خذلتني '؛ "أنا مكتئب" ، بدلاً من "أنا غاضب" ؛ "هذا مثير للاشمئزاز تماما" بدلا من "لقد تحولت بشكل غريب".


 

تتفاقم المشاكل اذا كانت مشاعرنا قويه  - وخاصة الشعور بالضيق أو الحسد والإحباط التي من الممكن ان تترجم  الي أفعال -كما يبدو  بالشئ التافه وعديم الاهميه وليس ذا معنى في عالمنا الخارجي  . قد يكون من الصعب أن نعترف لانفسنا  بأن شيئًا ضخما وفعالًا  قد أطلق له العنان في حياتنا الداخلية عندما يبدو أنه لا يوجد سبب خارجي مرموق وذو مقام  للإشارة إليه. على سبيل المثال ،قد يتم طرحنا في مفارقات الحسد ولا نجد مجالًا للاعتراف به عندما يذكر صديق أنه قد تمت ترقية أحد معارفه . أو قد يزيح الشريك ناظريه عنا لمدة ثلاث ثوانٍ ونصف قبل أن ننتهي من شرح انعقاد اجتماع صعب لنا في العمل مما نعاني من  السخط الشديد وبجرح للكبرياء بأننا لم نحظى باهتمام حبيبنا الكامل.


 


 

‎لا نقول شيئًا لأن امتلاك العديد من مشاعر الانزعاج ينطوي على الاعتراف بدرجة مذلة من الضعف. ومع ذلك ، فإن المشاعر التي لم يتم الإبلاغ عنها لا يمكن أن تختفي. إنهم يقومون  بنشر طاقتهم بشكل عشوائي على القضايا والامور المجاورة. الحسد يظهر  كنوع من الغل . فيظهر الغضب  كملاحظة وعلامه مفادها أن الشريك على سبيل المثال يبدو سمينًا في الوقت الحالي - على الرغم من أن الوقت الذي ظهر فيه الأذى قد تجلّى بشكل عدواني ، فإن أي فرصه تكون قد انتهت


 

مشاعر لم يحصل عليها. لذا فإنهم يجبرون أنفسهم في الوقوع في المشاكل والتعرض للغضب والاكتآب. كانهم بذلك يقومون بعمل جهد وضغط للنظام،  بحيث نطور و ننشأ  آثار الضاره   ،تشنج عضلي للوجه ، العجز الجنسي ، وعدم الاهليه على العمل ، إدمان الكحول ، وإكراه الاباحيه. معظمها يطلق عليه بما يسمي الإدمان هي  اعراض لمشاعر صعبه لم نجد وسيله لمعالجتها .


 

‎. كيف يمكن إذن أن نصبح مراقبين ومراسلين أفضل لمشاعرنا؟ القراءة قد يكون لها دور كبير تلعبه. من أجل معرفة كيفية اكتشاف المشاعر التي تحلق عبر  عالم الوعي والادراك ، فاننا نعتمد على وجود دليل داخلي جيد و غني مع مداخل حول الظواهر المحتملة. إحدى المهام الرئيسية للأدب هي مساعدتنا في ملء هذا الدليل الداخلي. يمكن للروائي العظيم أن يسير بنا عبر مجموعة من الأحاسيس المخادعه و المراوغة في شخصياته او شخصياتها الخيالية ، مما يجعل من الأسهل الإعتراف أو الاقرار بهم في أنفسنا. الكاتب ، من الناحية المثالية ، شخص صبور بشكل غير مألوف حول الأشياء الغريبة والأقل مناقشة ، والتي يبدو أنها  تطفو وتنتشر في رأس الإنسان. العمل الأدبي المهم يشبه بالمدخل الجديد في قاموس المشاعر البشرية.  التي يمكن أن يمنحنا الكتاب العظيم إحساسًا غريبًا وجميلًا بمعرفتنا بشكل أفضل مما عرفناه حتى يومنا هذا.


 


 

.

‎هناك خطوة أخرى تتمثل في التأكد من 

‎أننا خصصنا الكثير من الوقت لمراقبة الذات. قد يبدو نوعا من الانغماس في الذات  وذلك بطلب بضع ساعات في المساء ، حيث لا يوجد ما يبدو أكثر تطلبًا القيام به سوى الجلوس والتحديق من خلال النافذة أو في غرفة النوم ، مع وسادة وقلم على حضن الشخص.  اللحظات العاطله المزعومة تكون عندما تتمكن النفس المراقبة في النهاية من اللحاق بمشاعر قد تكون خجولة للغاية أو تشعر بالعار أو التي ما تلبث ان تظهر بقية اليوم. انها تبدو مثل أجراس الكنائس التي لا يمكننا أن نعملها إلا في المساء ، عندما تنخفص حده حركة المرور في المدينة. فان القصور في عدم القيام بذلك يكون  - من بين المشكلات الاخرى - إتلاف فرصنا في النوم. الأرق هو الشعور بالانتقام الذاتي لجميع الأفكار التي لم يتم فهرستها بشكل صحيح في اليوم.


 


 

‎ يمكن أن يساعدنا أيضًا بأن نحيط 

‎انفسنا  بأشخاص سيساعدوننا في بحثنا للتعرف علي مشاعرنا وفهرستها بشكل صحيح. هم الذين نسميهم بالمستمعين الجيدين. جزء من معرفة ما نشعر به هو وجود جمهور يمكن أن يتقبل حقيقتنا. وبصحبة أشخاص منفتحون ، نقوم بتوزيع مشاعرنا بحرية أكبر في أذهاننا. نتذكر الأفكار التي كانت مضجره ومندده  بسبب رفقه الآخرين قد اصبحت مسدوده . فاصبحنا أكثر تقبلا لانفسنا


 

.

‎تفهم خطر وجود فجوة تنفتح بين ما 

‎نشعر به وما ندركه يجلب فائدة اخرى كبيره. نبدأ في رؤية الآخرين يشعرون بالضيق من نفس المشكلة التي بدأنا ندرك أننا يجب أن نتعامل معها. في الغالب سيقولون أشياء لا تتماشى في الواقع مع مشاعرهم الحقيقية - كالاشياء البغيضه  عندما يكونون في لحظه ضعف ربما ، أو أشياء متعجرفه عندما يشعرون باستصغار للنفس  - وسنعرف أنه من الجيد أن نسامحهم لعدم التدبير دائما أن يكون مراسلين جديرين بالثقه لحياتهم الداخلية. ليس من الشرير حقًا التفكير بهذه الطريقه عن الآخرين ، إنها خطوة لطيفة تمنحنا الطاقة لإلقاء نظرة ثانية أكثر تعاطفا على السلوك الذي ربما بدا في البداية بالأمر  السئ والمشمئز..


 

‎ عادة ما تكون المشاعر ابعد من أن تكون رائعه وغالبًا لا ينبغي اتباعها. ولكن يجب علينا أن نقبل أنه إذا تجاهلناها أو اهملناها أو أنكرناها بشكل كامل ، فستكون العواقب ( السعر )  دائمًا أعلى وأسوأ: سوف يمارسون نفوذاً خبيثًاو  قويًا  في حياتنا باكملها 

‎ايضا واحده من الاشياء المهمله التي يتم التغاضي عنها في 

‎ كثير من الأحيان ، ولكن من اهم مفاتيح فنون المعيشة هي أن نتعلم أن نكرس أنفسنا لوصف مشاعرنا الخاصة بنا وإعادة مشاعرنا ومشاعر الآخرين اليتيمه . .

  • مشاركة