الوسواس القهري (الصافي ) و الافكار المتطفلة

الوسواس القهري (الصافي ) و الافكار المتطفلة


 


 


 

القليل هي الأضطرابات النفسية التي تسبب الرعب لصاحبها مثل "الوسواس القهري الصافي" أو بالعامية بما يسمى بالأفكار الدخيلة .


 

عندما يكون الشخص محاصر بقلق يجبره على تكرار فعل مع شدة الهوس به غالباً ما يؤدي الى نتائج عكسية و غير مثمرة.


 

مثل / غسل اليدين كثيراً ، التأكد من إحكام غلق أنبوبة الغاز ، التأكد من نبض قلوبهم ،ألخ 

لكن في الوسواس القهري الصافي لا وجود لمثل هذه الأفعال البدنية 

و من هنا جاءت التسمية (بالوسواس القهري ( الصافي ) 

 إنه مقتصر في العقل فقط و يعتبر الأكثر إثارة للقلق.


 

المصاب بالوسواس القهري الصافي يعاني من الأفكار التي يعتقد أنه يريد فعلها أو أنه قد فعل تلك التصرفات التي تعتبر مثيرة للإشمئزاز و مرفوضة في مجتمعاتنا ، التصرفات التي هو ذاته يمقتها و يخشى منها لكنه مقتنع بأنه قد يفعلها.

على سبيل المثال/ أن يقتل شريك حياته ، التحرش بطفل جنسياً ، الإعتداء على شخص غريب .


 

 لا يمكنهم تجاهل فكرة أنهم قد يصبحون أو أنهم بالفعل أظهروا علامات تدل على أنهم مختلين عقلياً أو مغتصبين أو متحرشين بالأطفال و لذلك يفحصون عقولهم مراراً و تكراراً لإيجاد أدلة تؤكد مخاوفهم العظيمة.

و يشعرون بعبء و هم نتيجة تلك الأفكار قد لا يستطيعون الإقتراب من الأطفال ، أو قد ينتابهم الرعب نتيجة رؤيتهم لسكين في الدرج ،و يرتبكون من بقائهم لوحدهم مع زميل لأنهم يخشون من أنهم سيفقدون السيطرة على ذواتهم و يندفعون طعناً عليه ، و في محطة القطار يتملكهم رعب شديد من أنهم قد يدفعون أطفالهم او أحبائهم تحت القطار.

أن يضطر شخص للتفكير في مثل هذه الأفكار هو أمر يجرد الحياة من أي معنى للسعادة.


 

المصاب بالوسواس القهري الصافي يستيقظ كل صباح و هو متأكد من أنه أسوأ شخص على وجه هذه الكره الارضية .


 


 


 

لا يوجد إلى الآن طريقة مضمونة لمعالجة هذه الحالة، لكن في النقاشات حول كيفية التعامل معها تكشف إختلاف كبير في تقييم كيفية عمل الدماغ بين المعالجين .

أولاً ،الطبيب النفسي يميل لأن يصرف أدوية مضادات إكتئاب حتى يتحسن المزاج العام للمصابين بالوسواس الصافي و بالتالي يقلل من الميل إلى الأجترار و والإستمرار بمناقشة تلك الأفكار إلى حد الإرهاق الشديد، 

أما المعالجون بالعلاج المعرفي السلوكي سيبدأون بتسليط الضوء على تلك الأفكار و تفسيرها منطقياً و علمياً حتى يستطيع المصابون الإقتناع فعلياً بأنه ليست لديهم أي نية لأذية أحد أو للقيام بفعل فاسق .

 لكن الأخصائيون النفسيون لديهم الحل الأكثر إبداعاً و الأقل توقعاً ، إنهم لا يركزون على الأفكار ذاتها و يفسرونها أو يحاولون التأكيد منطقياً للمصابين بأنهم لن يقتلوا أحبائهم أو يتحرشون بطفل،

لأنهم لا يعتقدون أنه هذا هو الحل، و يؤمنون أن تقديم الطمأنينة حيال تلك الافكار يزيد من مشروعية نمط تفكير لا أساس له من الصحة بل على العكس إنهم يحددون جذر المشكلة. 


 

المصاب بالوسواس القهري (الصافي) لديه في المقام الأول مشكلة في تقدير الذات و الأحساس بالعار ، المصاب يشعر بأنه شخص مثير للإشمئزاز و لطالما شعر دوماً بذلك 

بشكل لا واعي.


 

في فترة ما في ماضيهم تحديداً في الطفولة نتيجة لعلاقات مليئة بالصدمة و والإهانات طُبع في ذهنهم فكرة أنهم لا يستحقون الوجود ، أفكارهم الحالية ليست خططاً للمستقبل إنما هي محاولات من العقل لإيجاد تشابه و تزامن بين أنطباعهم السيء حول ذواتهم و متطلبات مجتمعهم ، إنها خطوة مؤلمة لإيجاد نوع من التوازن الداخلي الذي يضمن أن حكم العالم يتماشى مع حكم الذات .


 

المصابين بالوسواس القهري( الصافي ) يتم تشخيصهم أحيانا بعد أن يحققوا أمراً يعتبر إنجازاً إيجابياً في رأي الأخرين 

مثل / الحصول على ترقية في العمل ، أو بدأوا بعلاقية عاطفية متزنة ، أو ترأسوا قيادة مشروع أو أي أنر يستحق الاحتفال به لكنهم ببساطة يشعرون أن السعادة بهذه الأمور غير مبررة ، و من خلال شدة التمسك بأفكار عدم مشروعية مثل هذا الإحتفاء يتم التأكد من أن تقدير الشخص لذاته سيظل في الحضيض.


 


 

من المثير للإهتمام  أنه في المجتمعات التي ترى أن مخالفة الدين يعتبر أمراً مكروهاً فإن مرضى الوسواس القهري (الصافي) ستلازمهم أفكار بأنهم قد أهانوا الرب و أنهم على وشك أن تصيبهم وصمة العار و الذنب. 


 

خلف مرض الوسواس القهري الصافي 

هو بحث المصاب عن سبب للشعور بالخوف ، إنه لا يتعلق حول هذا الفعل المُدان أو ذاك أو الأفكار الدخيلة المتطفلة على الذهن ، إن المرض يرتكز على الكراهية الذاتية و ليس الكفر بالله أو الاستغلال الجنسي للأطفال أو الرغبة في القتل.


 

بهذا التحليل نبدأ بالخطوة الأولى نحو العلاج .


 

مايحتاجه الشخص الذي يعاني من الوسواس القهري الصافي قبل كل شيء هو البدء في إصلاح كراهيته لذاته و شعوره بالعار ، إنهم بحاجة إلى أن يتعلموا من خلال لقاءات مع معالج متفهم و متعاطف معهم بأن لهم قيمة و أنهم يستحقون الوجود ، مشكلتهم بدأت بنقص في الشعور بالحب و تحتاج أن تعالج بوجود محبين داعمين ، أفكار الوسواس القهري الصافي ليست رغبات إنما هي أعراض على عدم ثقة متجذرة في الذات و هذه الأعراض سوف تبدأ بالتلاشي عندما يتعلم المصاب أهم الفنون للعيش السليم و هو أن يكون صديق ذاته.

  • مشاركة